في تصريحات من جاكرتا: الدكتور أحمد علي سليمان يبرز القيم النبوية العظيمة في فتح مكة

في تصريحات من جاكرتا: الدكتور أحمد علي سليمان يبرز القيم النبوية العظيمة في فتح مكة
… ويدعو المسلمين إلى استلهام دروس الفتح لتحقيق الوحدة والأداء الحضاري المتميز

… وشدَّد “سليمان” على أهمية التلازم بين العبادات الشعائرية والعبادات التعاملية

جاكرتا – أكد الدكتور أحمد علي سليمان، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، في تصريحات خاصة اليوم 21 رمضان 1446هـ من رحاب معاهد وجامعة دار النجاح بإندونيسيا في إطار رحلته الدعوية والأكاديمية الحالية هناك ، أكد أن النبي (صلى الله عليه وسلم) استثمر فتح مكة ليؤسس لمنظومة القيم العليا التي من شأنها حال تطبيقها تكوين مجتمع فاضل، حيث سلَّط الضوء على المبادئ النبيلة التي جسَّدها سيدنا محمد (صلَّى اللَّهُ علَيهِ وآلِه وسلَّمَ) في هذا الحدث التاريخي والمحوري من تاريخ الإسلام، والتي أصبحت نموذجًا خالدًا في التسامح والرحمة والعدل والإنسانية والوفاء وجبر الخواطر.

وأكد الدكتور “سليمان” أن فتح مكة لم يكن مجرد انتصار، بل كان فتحًا وتأسيسا للقيم والأخلاق الرفيعة، إذ دخل النبي (صلَّى اللَّهُ علَيهِ وآلِه وسلَّمَ) مكة في قمة التواضع والخشوع لله، غير منتشٍ بالنصر، بل أعلن العفو العام عن أهلها، ضاربًا أعظم المُثل في الرحمة والتسامح، حيث قال: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”.

واستعرض الدكتور أحمد علي سليمان عددًا من القيم الأساسية التي أرساها النبي (صلَّى اللَّهُ علَيهِ وآلِه وسلَّمَ) في فتح مكة، ومنها:
– التخطيط الاستراتيجي والإعداد المحكم، إذ تم الفتح بتخطيط دقيق وحكيم وبدون إراقة دماء.
– التواضع والعفو عند المقدرة، حيث دخل مكة متواضعا خاشعا متبتِّلًا لله، صافحا عن أهلها.
– إرساء قيمة التسامح والمواطنة الحقيقية، بإعطاء الأمان لمن دخل البيت الحرام أو بيته أو بيت أبي سفيان، حقنًا للدماء.
– ترسيخ مبدأ المساواة بين البشر، حيث اختار بلال بن رباح (رضي الله عنه) ليؤذن من فوق الكعبة، ليعلن أن التفاضل بين الناس ليس بالعرق أو اللون، بل بالتقوى وللعمل الصالح والخلق الفاضل.
– وضع الأمور في نصابها الصحيح ورد الأمانات إلى أصحابها، كما فعل حين أعاد مفاتيح الكعبة إلى أهلها، تأكيدًا على الوفاء بالعهود.
– تعزيز الأمن النفسي والجسدي والأمن الشامل، من خلال إعلانه أن من دخل بيته فهو آمن، مما أرسى مبدأ السلم الاجتماعي في أوقات الأزمات.
– الوفاء والاعتراف بالجميل، حيث رفض الإقامة في بيوت مكة وأمر بنصب خيمة له في “الحجون”، بجوار مقابر أحبابه، ليؤكد معاني الوفاء والعرفان.

وشدَّد “سليمان” على أهمية التلازم بين العبادات الشعائرية والعبادات التعاملية، مؤكدًا أن الإسلام لا يقتصر على الصلاة والصيام والزكاة فقط، بل يمتد إلى كل تفاصيل الحياة، ويظهر في أخلاق المسلم وتعاملاته اليومية في كل زمان ومكان وفي كل حال…
وخاطب كل مسلم: أرِني الإسلام في قولك الجميل وفي فعلك الحسن، أرِني الإسلام في إبداعك، أرِني الإسلام في إتقانك، أرِني الإسلام في كل عمل تقوم به، أرِني الإسلام في حفظك لأخيك وفي قبولك الآخر، ولجارك وحفظك لأعراض الناس، أرِني الإسلام في دماثة أخلاقك، أرِني الإسلام في رحمتك بالفقير والضعيف والمسكين، أرِني الإسلام في نهوضك بأعمالك على أكمل وجه، أرِني الإسلام في برِّك بوالديك وصلة رحمك، أرِني الإسلام في صدقك وأمانتك ورحمتك، أرِني الإسلام في نصحك وإرشادك للناس بالخير، أرني الإسلام في إتقانك وإبداعك وفي أدائك الحضاري المتميز.

وأكد أن الأمة اليوم وكل يوم بحاجة إلى كل فردٍ فيها، وأن الإسلام شعائر وسلوكٌ يُمارس، ورسالةٌ تُعاش في كل موقفٍ من مواقف الحياة.

وفي ختام تصريحاته من جاكرتا رفع الدكتور سليمان أكف الضراعة إلى الله، سائلًا أن يحفظ مصر وإندونيسيا وسائر شعوب الأمة الإسلامية، وأن ينشر الأمن والسلام في جميع ربوع العالم، وأن يتقبل صيامنا وقيامنا في هذا الشهر المبارك.